رشفة قصيدة بقلم الأستاذ محمد الصغير جلالي

 رشفة قصيد

✍️ أ. محمد الصغير الجلالي


أجلس صباحًا،

في داخلي

ألفُ قصيدة

تتهامس بالأمنياتْ.


قالتِ القهوةُ:

"ما بالك اليومَ

تشبهُ ظلَّك؟

مُتعبٌ أنتَ

والصباح يطرق باب القصيد."


قلتُ:

"دعيني قليلاً...

فقلبي يعلّق أحلامَه

على حبل هذا النهار،

ويكتم وجداً،

يذوب كملحٍ على جرحٍ."


قالتِ القهوةُ:

"هوذا الشعرُ فيكْ:

كلما ضاق دربٌ

فتحتُ دروبًا،

وكلما قالَ موتٌ: انتهى...

قلتَ للفجر: لا،

وانتصر فيك الضياء."


قلتُ:

"فأنا لا أقاوم إلا

لأبقى

صديق القصيد."


وأشرب القهوة ببطء،

وأستمع لصمتها ينسج شعري.


بشربةِ قهوةٍ

وبعضِ القصيدْ،

وصمتٍ يشبهُ سكون النشيد.


قالتِ القهوةُ:

"اشربْ...

فالوقتُ مثلُ الطيورِ:

إذا وردتْ

غنى حفلُ الربيع،


واشربْ،

والذكرى غيمة

تغازل همس القصيد."


همستْ القهوةُ:

"هل تتذكر طويل الليالي،

حيث كنتَ تحلم بصمت؟


كل حرفٍ كتبتهُ

كان شعاعًا،

وكل رشفةٍ مني

حملت دفء وطن."


قلتُ:

"أذكر،

وأشعر بالحنين يتسرب

كالبخار بين يديَّ،


كل ذكرى، كل فنجانٍ،

قصةُ حياةٍ لم تُروَ بعد."


قالتِ القهوةُ:

"فالطريقُ طويلٌ،

والقلب سندباد القصيد،


وفي كل صبحٍ

تولدُ فكرة جديدة

لترويها للعالم."


قلتُ:

"أعرف،

وكل رشفةٍ منكِ

وعدٌ جديد،


أن أستمرّ،

أن أكتب،

أن أتنفس،

وأن أكون أنا

بين بخار القهوة والكلمات."


تونس ، 21 - 10 - 2025

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال