وهم قديم
يسكنني طيف من وهم قديم
كان يمشي بين يديك ولا يصل
كان يرسم فوق الماء قافية
ثم يذوب على شفاه السؤال
أرهقني وجهك المتقلب
حين لبست ملامح الغيم وادعيت المطر
كنت أدنو منك كطفلة
تركض نحو حضن لا يغفر
قلت لي انتظريني
كنت أعد الثواني كأنها أنين
وكلما ارتفعت دعواتي
سقطت على رأسي خناجر السنين
حواء الأخرى غزلتني من نار
ثم نفخت في رمادي
وقالت كن
فصرت جرحا يمشي بقدمين
تعال الآن
أشعل ما تبقى من قصائدي المحترقة
تعال نكسر وهم الخلود
ونضحك على مرآة لم تعرف الوجوه
ازرع حزنك في قلبي
واسقني من كأسك الأخيرة
لا تبرر ما كان
أنا من كتبتك بالدم
ومن قرأتك تحت ضوء العدم
فلماذا عدت إلي
وأنت تعرف أن الطريق منتهي منذ القدم
لكن رغم ذلك
لا زلت أرفع عيني للسحاب
أحلم بمطر لا يشبهك
بوطن لا يبيع قلبه عند أول اغتراب
أنا من خرافاتي
من ظل الكلام
لكنني سأعود
حين تملّ الريح من كذبة الملام
الشاعرة / د.سوسن ابراهيم