بقلم الاستاذ الشاعر سمير مقداد

 فـي آخـر المـدى

حيـن تنطفـئ العيـون 

علـى نوافـذ الانتظـار 

أجلس وحـدي

أعـد أنـفاسي كأنها قصائـد  

وأحاول أن أكتبـكِ

بمداد لا يعرفـه القلـم

أيتها المعلقـة بين الحقيقة والوهـم

بيـن يديـكِ

أضعـتُ اِسمـي

وسكنـتُ ظـلكِ

كطفلٍ يخـاف مـِن الشمس

يؤمـن بأن الليـل أصدق من النهـار

كل الأشياء من بعـدك

صارت بـلا ملامـح

حتـى المرايـا

تردُّ لـي وجهـاً لا أعرفـه

كأننـي خرجتُ مِـن نفسي ذات وجـع

و لـم أعـد إليها 

كـم مـرة عبرتُ الحلـم

باحثـاً عنـكِ

كـم مـرة ناديتـك فـي الغياب

فـردَّ عليَّ صـدىً يشبهـك

ولا يكـون أنتِ

يـا مـَن تسكن جهـات قلبـي الأربـع

أنـا لا أراكِ

لكننـي أشعر بـكِ

تمشين فـي دمـي بهدوء المطـر 

تختبئين فـي تفاصيل لا يراهـا أحـد 

فـي ارتجـاف أصابعـي

وفـي شهقة الوقت حيـن يذكـركِ

فـي غيابـكِ تعلمـتُ

أن الوحدة ليست فراغـاً

بل امتـلاءٌ موجـع

وأن الحـب ليس وعـداً باللقـاء

بل لعنـة جميـلة

تسكنـك حتـى وأنت تهـرب منها

ففـي كل ليـلة

أكتبـكِ بلا حبـر

وأحبـكِ بـلا موعـد

أراكِ فـي فـواصل الضـوء

حيـن يمر الحنيـن خلسةً 

بيـن أصابـع الوجـد

ثم أعـود لأحلـم بـكِ

كمـا تحلـم الأشجار بالمطـر

وكمـا تحلـم الـروح بالدفء

في أوطـانٍ مـن ثلـج

فأتعثر بخطـاكِ في خيالـي

كأنـكِ تركتهـا عمـداً

لأضـل الطريـق إليـكِ

وأعـود مـنكِ .. إليـكِ

أخشى أنـي أحببتـكِ أكثـر ممـا ينبغـي

وأخشى أكثـر

في آخـر السطـر

تبقين أنتِ كمـا أنتِ

جرحـاً جميـلاً

أدمَنَتـهُ الـروح

واِعتنقتـهُ القصيـدة

فأخبرينـي ..

هل مـا زلـتِ تذكرينـي

حيـنَ يسقطُ الليل علـى كتفيـكِ

كعبـاءة مـن أسئلة ...


بقلمـي 

سميـر مقــداد

للـروح بقيـة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال