امرأة خارج النص
✒️ أ. محمد الصغير الجلالي
هي حين تكتب
تفتحُ نافذةً
على وجعٍ قديم،
وتُغلقُ أخرى
على ضوءٍ يتسرّبُ
من الذاكرة.
تتلمّسُ في الحرفِ
ملامحها،
وتغسلُ بالدمعِ
ما تبقّى من صورٍ
في المرايا.
امرأةٌ
تسكنُ البياضَ،
تخافُ من النقطةِ الأخيرة،
ومن صمتِ السطرِ
إذا ماتَ
فيه المعنى.
تُسافرُ في لغتِها
كما تُسافرُ الغيومُ
في سماءٍ مثقلةٍ بالمطر،
وتعودُ كلَّ مرةٍ
بنبضٍ أكثرَ وضوحًا،
وأكثرَ جرحًا.
ليست امرأةً
كما يراها العابرون،
بل نصٌّ
خرجَ عن قوالبِ الحبر،
عن حدودِ التفسير،
عن تواقيعِ النقد.
امرأةٌ خارجَ النص،
تكتبُ لتُعيدَ للعالَمِ
اتّزانَه المفقود،
وتتركُ وراءها
قصيدةً تشبهُ اللهفةَ...
وأثرَ قلبٍ
لم يهدأ بعد.
تونس، 12 - 11 - 2025