حين يولد الاستثناء بالقلب بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي


 حين يولد الاستثناء بالقلب


حين يولد الاستثناء بالقلب،

لا يحتاج إلى إعلان ولا برهان،

يكفي أن تهتز الروح مرة واحدة،

حتى تدرك أن شيئًا غير مألوف

مر من هنا…

شيء يشبه المعجزة

ولكنه يمشي على قدمين.


حين يولد الاستثناء،

تنفتح أبواب لا تُرى،

ويمتد طريق كان مختبئًا

بين ضلع وحلم،

وتنقلب المواسم داخلنا

كأن الربيع قرر السكنى

في صدورنا إلى الأبد.


ليس الاستثناء وجهًا نعجب به،

ولا كلمة نرتجف لها،

بل هو ذلك الأثر الهادئ

الذي يزرعه حضور أحدهم

في قلب اعتاد الصمت طويلًا.

هو رجفة الأمان

حين يشتعل العالم،

ويد خفية

تسحبنا من حافة الانطفاء.


حين يولد الاستثناء بالقلب،

يتغير شكل الحزن،

يصبح أقل قسوة،

كأن أحدهم

وضع وردة في جيب الغيم،

وقال للقدر:

"تمهل… هنا قلب يستحق النجاة."


الاستثناء أن نجد أحدًا

لا يشبه أحدًا،

يمر في حياتنا

كما تمر النسمة على جرح قديم،

فتعيد إليه القدرة على التنفس.

أن يعيد ترتيب الفوضى فينا،

ويرد للنبض إيقاعه،

وللنفس معناه.


وحين يولد الاستثناء بالقلب،

لا يعود القلب كما كان،

يصبح أكبر قليلًا،

أحن كثيرًا،

وأقرب إلى نفسه

من أي وقت مضى.


ذاك هو الاستثناء…

لا نبحث عنه،

هو الذي يعثر علينا،

في اللحظة التي نكون فيها

أشد حاجة إلى الضوء،

وأقل توقعًا للمعجزات.


بقلمي الشاعرة الأديبة غزلان حمدي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال