بعضُ الوقتِ
حتى لو كلانا إنهارَ هذهِ الليلةَ
و إن قلتِ لي إنكِ تكرهيني
و إن ذهبتِ غاضبةً
سأبقى هنا أنتظر
أعدكِ إنني سأتغير
أنا فقط بحاجةٍ إلى بعضِ الوقتِ
لأريكِ إنني أستحقكِ
أعلمُ أنني شخصٌ صعبٌ
بل أنا قضيةٌ معقدةٌ
أنا من يقودكِ دائماً للغضبِ
لا تستحقينَ مني جعلكِ متوترةٍ
عليكِ أن تعرفي أنني بأسوأ حالٍ
و أنتِ تعلمينَ جيداً
بأنني سأنهارُ قريباً
لا أتقصدُ جرحكِ مع ذلكَ افعلُ
أمثلُ عليكِ الرحيلَ
وأنا غيرُ قادرٌ على البعدِ
لا أُحبُ أن أكونَ مخطئاً بنظركِ
علماً أنني سببَ كلَّ أوجاعكِ
و كأنكِ في نهايةِ حبكِ
يؤسفني في كلِّ مرَّةٍ أعاهدكِ فيها
بأنني سأكونُ أفضل إذا كنتُ بمفردي
إنهُ مجردُ كبرياءٍ كاذبٍ
أنا مجردُ بقايا حطامٍ
إذا نظرتِ إلى روحي ستجدينَ الأسوء
أفتقدُ إلى الأمانِ بينِ و بينَ نفسي
أرتكبُ الكثيرَ منَ الأخطاءِ
كمْ تمنيتُ لو كنتُ أعلم كيفَ أمحوها
ينتابني خوفاً شديداً بداخلي
يجعلني أدفعكِ بعيداً
بغضِ النظرَ عن تقلباتي و عن حالتي
أفعلُ كلَّ شيءٍ لنكونَ معاً
أنا أحتاجُ إلى بعضِ الوقتِ
فقطْ قليلاً من الوقتِ
عليَّ ترتيبُ أفكاري
أنا تائهٌ بينَ نفسي و نفسي
مشتتٌ بينَ ذاتي و ذاتي
فقطْ قليلاً من الوقتِ
نحنُ شخصانِ عاطفيان
لا نخافُ من قولِ ما يجولَ في ذهننا
و نستمرُ في نقاشاتنا العاطفيةَ
عندما يصعبُ بيننا الإتفاقُ
أنعزلُ بمفردي في ركنِ غرفتي المظلمةِ
أنظرُ إلى الحياةِ
وأفرطُ في تحليلِ الأمورِ
دائماً مكتئبٌ
أحاولُ العثورَ على أفضلِ نسخةٍ مني
أبحثُ عن شيءٍ علماً هو موجودٌ أمامي
نعم .. إني عنيدٌ جداً ؟ ! !
لكنكِ الأقربَ لقلبي
عندما أعلمُ إنكِ موجودةٌ لأجلي
أشعرُ بالألمِ
لكنكِ لا تعلمينَ ..
مدى الثقلَ الذي يطبقُ على صدري
و ما أخفيهِ عنكِ من ألمٍ
يصعبُ عليَّ الإنفتاحَ و التواصلَ
أجدُ نفسي متقوقعاً على ذاتي
الكثيرَ منَ الأسفِ و الإعتذارِ
أعلمُ أنني سببَ كلَّ التوترِ
الذي فيهِ أنتِ الآنَ
ما كنتُ أقصدُ هذا لكني فعلتهُ
لكنكِ تعلمينَ جيداً
أنني أُحبكِ حتى الموتِ
حتى لو كانَ كلانا
إنهارَ هذهِ الليلةَ
أعطيني قليلاً من الوقتِ
أنا بحاجةٍ لبعضِ الوقتِ
فقطْ قليلاً من الوقتِ .....
الشاعر الدكتور جمال مصطفى
