ألملمُ كلماتي
في آخرِ الليلِ تتبعثرُ أوراقي فوقَ منضدتي
كما يتناثرُ شعري فوقَ وسادتي
و تسيلُ دموعي بصمتٍ على خدي
و أراقبُ سقفَ الغرفةِ و أتوهُ بينَ ضياعي و شرودي ..
و تأخذني الذكرياتُ إلى ماضٍ بعيدٍ
ربما إلى ألفِ عامٍ قبلَ مولدي
إلى ألفِ سنةٍ من بدءِ التكوينِ
ثمَ اصحو من غفلةٍ إنتابتني
لألملمَ أشتاتي و أرتبَ أوراقي
و أظفرَ خصيلاتَ شعري
و أغسلَ وجهي بماءِ الفجرِ
و أطهو قهوتي على موقدِ الشتاءِ
في معتركِ البردِ ..
وعلى صوتِ فيروز الدافئ القادمَ
من خلفِ الجبالِ و السهولِ و الأوديةِ
و أسلُّ قلمي من غمدهِ
لأنثرَ حروفي بينَ حزنٍ و ألمٍ
بينَ فرحٍ و نشوةٍ ، على الورقِ
ارسمُ قصيدةً لمن يسكنَ بينَ الأسطرِ
و يتربعُ على عرشِ قلبي
بينَ الشغافِ والأبهرِ ..
يتدفقُ الدّمَ إلى رأسي لأستجمعَ أفكاري التي هجرتني في الأمسِ
وأنقشُ بينَ طياتِ القصيدةِ
سلسبيلَ عشقي و أغنيةُ شوقٍ
لمن يجولُ في خاطري
إنهُ أولَ و آخرَ أبجديتي
لهُ الحرفُ يشتكي شوقاً منذُ الأمسِ ..
و ألملمُ كلماتي و أنسجُ رسالةَ شوقٍ معطرةٍ بعبقِ الفجرِ
لأزفها إليكَ مع خيوطِ الشمسِ الذهبيةِ لتجلي بقايا الظلامِ
على أملٍ أن تقرأ ما بينَ السطورِ
مع أولِ رشفةِ قهوةٍ تلامسُ شفتيكَ
لتختلطَ بينَ لذّةِ القهوةِ
و مشاعرِ العشقِ و الأملِ .......
الشاعرة ملاك الزين
