قراءة نقدية راقية السيد محمد الوداني



 قراءة نقدية راقية لهذه القصيدة.من السيد الصحفي الشاعر محمد الوداني.

أنسجةُ الرّوحِ:

تَحرّكَ القلمُ وطَوَّقَ مِعصَمِي

ولَم تَجِد بُدًا أنَامِلي


تَاقَ ذَرعًا فَكتَبَ أُمُورًا

بِغَيرِ عهدَتِي شَهِدَ مَقتَلِي


عَهدتُ عَزمًا أجبرُ مَقتًا

يَنوءُ مُتمَسّكًا لِكَسرِ مِحمَلِي


أُدَاهِنُ ظَالمِي وأضحَكُ فَخرًا

بِكُثرِ الحَصادِ يُسنُّ مِنجَلِي


بِوسَاعَة الأَرضِ يُضَيَّقُ خَاطِري

وأُفقُ السّماءِ بِسَماحِي يَمتَلِي


يَروغُ قَصدًا وِيُعَاودُ مكرَهُ

ليَفكَّ شِفَرَ مِحبَكِ مِغزَلِي


دُودةُ القَزِّ مُتفرّدةٌ بِدقّتِها

وأنسِجةُ الرّوحِ بالطّهرِ تَنجَلِي


يُعفّرُ وَجهَهُ بِشَعثِ نَفسِهِ

وَأنضَحُ لهُ العَفوَ بِندى أَمَلِي


هذهِ الدّنيا دَنيّةٌ بِشُخُوصِها

وعَليّةٌ إِذا مَا تَعَانَقتِ بالمِللِ


وَهكَذا تُسعدُ الحَياةُ إذا ما

تُزهِرُ الأرضُ بِسُموِ النِّحَلِ.

العراق. 

نعمه العزاوي

.... 

القراءه النقدية 

قصيدة "أنسجة الروح" للشاعر نعمه العزاوي تحمل في طياتها أبعادًا فلسفية وروحية عميقة، وتعكس حالة من التأمل في العلاقة بين الذات والعالم المحيط. سنقوم هنا بتحليل نقدي راقٍ لبعض الجوانب الفنية والمعنوية في هذه القصيدة.


 العنوان والمضمون:

العنوان "أنسجة الروح" يعبر عن رهافة وتفاصيل النفس البشرية، وكيف تنسج تجاربها وخبراتها لتكون كيانها الروحي. هذا العنوان يوحي بأن القصيدة ستتناول موضوعات تتعلق بالنفس والروح وتجارب الحياة.

. اللغة والأسلوب:

اللغة. في القصيدة راقية وأنيقة، تعتمد على صور بلاغية مبدعة وكلمات ذات دلالات عميقة. الأسلوب. يتسم بالتماسك والترابط، مع استخدام التكرار لزيادة التأثير الدرامي والنفسي.


 الصور البلاغية:

القصيدة مليئة بالصور البلاغية التي تعكس الصراع الداخلي والتجارب الحياتية:

1. "تَحرّكَ القلمُ وطَوَّقَ مِعصَمِي": تصوير للقلم وكأنه قوة تتحكم في الكاتب، مما يعبر عن الحاجة الملحة للكتابة.

2. "وأُفقُ السّماءِ بِسَماحِي يَمتَلِي": صورة تعبر عن التوسع والانفتاح الروحي الذي يشعر به الشاعر.

3. "دُودةُ القَزِّ مُتفرّدةٌ بِدقّتِها": تشبيه يبرز دقة العملية الداخلية للنفس وكيف تنسج تجاربها بدقة وصبر.

المعاني والرموز:

القصيدة تستكشف عدة مواضيع منها:

- الصراع الداخلي: يظهر في المقطعين الأولين حيث يكتب الشاعر عن القلم الذي "شهد مقتله" وعزمه الذي "يجبر مقتًا".

- التجاوز والمغفرة: يظهر ذلك في الأبيات التي تتحدث عن "أضحك فخرًا" و"أنضَحُ لهُ العَفوَ بِندى أَمَلِي".

- الفخر والصمود: يتجلى في البيت الذي يتحدث عن "يَنوءُ مُتمَسّكًا لِكَسرِ مِحمَلِي".

الإيقاع والموسيقى:

الإيقاع في القصيدة موسيقي وسلس، يعتمد على تفعيلة البحر الكامل، مما يضفي عليها انسجامًا وتناغمًا يعزز من تأثيرها العاطفي والنفسي.


الختام:

تختم القصيدة بفكرة فلسفية عميقة عن الحياة:

- "هذهِ الدّنيا دَنيّةٌ بِشُخُوصِها وعَليّةٌ إِذا مَا تَعَانَقتِ بالمِللِ": يعبر عن نظرة متشائمة أحيانًا لكن تحمل في طياتها الأمل في الالتقاء والتعانق مع الآخرين.

في النهاية، قصيدة "أنسجة الروح" تعد قطعة أدبية راقية تمزج بين الجمالية الفنية والعمق الفلسفي، مما يجعلها جديرة بالتأمل والتقدير.

تحياتي ومعاني العرفان للزميل الصحفي المتألق الشاعر محمد الوداني على هذه القراءة النقدية، والإثراء الأدبي الداعم.

السلام موصول لرعاية السيدة المبجلة المتفضلة

 غزلان البوادي حمدي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال