قبل الرحيل. الشاعر الراقي جمال بودرع


 /قبْلَ الرّحيل/

أيّها العُمْر المُسْتعجلُ رُويْدًا

أمْهِلني أُلَمْلِمُ شَتَاتَ عَثَراثي

أعَانِقُ جِراحَ أوْجاعي فإنّها

بعد رحيلي تشتاق لخَيْباتي

دَعْنِي أُسامِحُ ذِئابًا نَهَشَتْ لَحْمي

و أَقْبُرُ سِهامَ الغَدْرِ قَبْلَ مَمَاتي

أيّها العُمْر اكْبح جُمُوحَكَ بُرْهَة 

أنَاجي خَالِقي يغٰفر لي زَلّاتي

دعْني أوْصي أهْلي و خِلّاني بدُعاء 

علّهُ يُنْجيني إنْ خَفّتْ كفّة حَسَناتي

أدْعوكَ رَبّي سِرًّا و عَلانِيَة

أنْ يَكون قبْري أشْرَفُ الخَلَواتِ

أفْلادُ أكْبَادي وصِيَّتي لَكُم

أيّاكُم و دُروب الشّهَوات

ما ترَكْتُ لكم مالًا و يا ليْتَني... 

و لكنْ رزقكم مَهْما طال فهُو آتِ

والدَتكم أوْصيكم خَيْرا بها

"فالجنّةُ تَحْت أقْدام الأمّهاتِ" 

ربّي إنْ كثُرَتْ ذنوبي فَإنّني

أرجو انْ تغْفرها فتلك كانت هَفوَاتي

ما كنْتُ أبْتَغي في دُنيايا سوى رضاك... 

فاسكن روحي أشْرَفَ الجنَّات


بقلمي ✍️/جمال بودرع

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال