من رسائل فريدا كاهلو إلى زوجها دييغو ريفيرا
******************************
**عزيزي دييغو**
ليلتي مثل قلب كبير ينبض.. إنها الثالثة والنصف صباحًا.. ليلتي لم يطلع فيها قمر.. ليلتي عيونها كبيرة تحدق في الضوء الرمادي الذي يتسلل عبر النوافذ .. ليلتي تبكي فتصبح الوسادة مبللة وباردة.. ليلتي طويلة ، طويلة ، وطويلة .. ويبدو أنها ستمتد نحو نهاية غير مؤكدة. يجعلني ليلي أبحث عنك في غيابك .. أبحث عن جسدك الضخم بجانبي، عن أنفاسك، و رائحتك. فيجيبني ليلي الصامت بالفراغ.
ليلتي تجعلني باردة ووحيدة ، تدفعني لأبحث عن نقطة اتصال ببشرتك. فأين أنت؟ أين أنت؟
أتقلب في هذا الاتجاه وذاك، والوسادة مبللة، خدي مضغوط عليها، وشعري مبلل على صدغي. نعم ، لا يمكنك أن تكون هنا . رأسي يتجول، أفكاري تأتي وتذهب وتتحطم، جسدي لا يستطيع أن يفهم ذلك . جسدي يريدك . جسدي، هذا الخطر المشوه، يرغب في لحظةٍ نسيانُها يكون في دفئك، جسدي يصرخ لساعات من السكينة.. ليلتي ممسحة القلب.. ليلتي تعلم أنني أريد أن أحدق فيك .. في كل ملمتر من جسدك .. أتَعرَّف على وجهك وأداعبه. ليلي يخنقني في غيابك . ليلي ينبض بالحب، حب أحاول احتواءه، لكنه ينبض في الظلام، في كل ذرة من كياني. يا ليلتي كم أود أن أناديك ، لكن ليس لدي صوت يود أن يتصل بك ، فيجدك ، ويتمسك بك للحظة ، وينسى هذه المرارة التي تقتلني . ليلي يحترق بالحب. إنها الرابعة صباحًا. ليلتي ترهقني. ليلي يعلم أنني أفتقدك وأن كل ظلامه لا يكفي لإخفاء ما هو واضح. ليلتي ، تشرق مثل ورقة في الظلام. [...] ليلتي تبحث عنك دائمًا. جسدي لا يستطيع أن يتصور أن الشوارع أو أي جغرافيا أخرى تفصل بيني و بينك . [...] ليلي يصرخ ويمزق حجابه، ليلي يصطدم بصمته، لكن جسدك ليس هنا ، إنه في مكان آخر .. و أنا هنا أفتقده كثيرًا .. أفتقد كلماتك.. أفتقد لونك ، و الآن ، ها هو الفجر سيطلع قريباً و أنا ما زلت أنتظرك .
التوقيع
فريدا كاهلو // المكسيك// التعريب من الإسبانية // Assif Assif // المغرب
نلاحظة : الصورة للكاتبة رفقة زوجها