قراءة نقدية .الشاعر محمد الوداني


 قراءة نقدية وتحليلة بقلم الشاعر الصحفي محمد الوداني لقصيدة الشاعرة لمياء فرعون.

حسن الخاتمة:

العمرُ يمضي والمشاغلُ قـائمـةْ 

والناسُ في طلب الأماني هائمةْ


ينسون أنَّ الموتَ يسكن بينهـم

وكذا الحيـاةُ بظنهم هي دائـمـة


في كلِّ صــبــحٍ نـبـتـديـه بـنـعـوةٍ

أحـبـابُـنـا يـمـضـون دون مقاومـة


كم من رجال قد تناسَوا فـرضَهـم

 وفـتـاتُـنـا حـيـن الصلا مـتـنـاومــة                      


رتـلُ الشباب يـسارعون لـلـهـوهـم

فالـلعبُ يُشـغِـلُ والضمائرُ نـائمـة


كلٌّ  يُـــفــكِّـر في مــطــالــب ذاتــه

والنفسُ في بحرِ ِالمصالحِ هائـمة


يــا نـاسُ أرضوا ربَّـكـم قـبلَ الــردى

فــالـمــوتُ يُـفـزع كلَّ روحٍ حــالـمـة 

   

أحــبـابُـنـا يــمــضـونَ دونَ وداعِـــنــا

كلُّ امـرئٍ ذُكر اسـمُـه في القـائمة


يـا أيـهـا  الإنــسـانُ  فــكِّـــر واتَّــعِـظْ

واطلبْ من الرحمن حُسنَ الخاتمة


بقلمي لمياء فرعون

سورية-دمش

__________

القراءة النقدية 

القصيدة "حسن الخاتمة" للشاعرة لمياء فرعون تتميز بتناولها موضوع الموت والحياة بمزيج من الحكمة والنصح. لنبدأ بقراءة نقدية لهذه القصيدة:


اللغة والأسلوب:

القصيدة مكتوبة بلغة عربية فصيحة، مستخدمةً ألفاظًا قوية وملائمة للموضوع المطروح. الأبيات تتميز بتوازن واضح بين الفصحى البليغة والتعبير المباشر الذي يعبر عن مضمون النص بشكل صريح وواضح.

الموضوع والمضمون:

تناولت الشاعرة موضوعًا إنسانيًا عميقًا يتمثل في تذكير الناس بفناء الحياة ودعوتهم للتفكر في الموت والاستعداد له بالعمل الصالح. يبدأ النص بملاحظة مرور الزمن وغفلة الناس عن حقيقة الموت، وينتهي بنصيحة مؤثرة بضرورة الاتعاظ والتقرب إلى الله.

الصور الشعرية

القصيدة غنية بالصور الشعرية التي تصور الحياة والموت كطرفين متلازمين، مثل "الموت يسكن بينهم"، و"الحياة بظنهم هي دائمة"، وهي صور تعكس الفكرة المركزية للنص وتضفي عليه طابعًا تأمليًا عميقًا. 


الرسالة:

الرسالة الرئيسية التي تحملها القصيدة هي تذكير الإنسان بأن الموت قادم لا محالة، وأن الحياة الدنيا لا تدوم، مما يدفع القارئ للتفكر في أعماله والحرص على الاستعداد ليوم الحساب.

النقد:

رغم قوة الرسالة ووضوحها، قد يلاحظ القارئ أن بعض الأبيات تكرر الأفكار بشكل بسيط، مما قد يضعف التأثير الشعري بعض الشيء. كان من الممكن تطوير بعض الصور الشعرية أكثر أو إضافة تنويع في الأفكار المطروحة لتعزيز الأثر.


 الخاتمة:

قصيدة "حسن الخاتمة" تعتبر قصيدة وعظية تقليدية تحمل في طياتها حكمة عميقة وتأملًا في مصير الإنسان. قدمت الشاعرة نصًا متوازنًا بين الشكل والمضمون، نجحت من خلاله في إيصال رسالتها بشكل مباشر وقوي

مع تحيات الشاعر الصحفي محمد الوداني

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال