الزواج المبارك الاستاذ جعفر طاهر العمودي

 ((الزواج المبارك))

هديتي المتواضعة الى كل زوجة وزوج الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه في اداء هذه الرسالة الخالدة في البيت الأسري الذي خصه الله بالرحمة والمودة وفي تنشأت الجيل الجديد وفق الشريعة السمحاء ومن باب التذكرة الذي أوصى بها الحق تبارك وتعالى فذكر أن الذكرى تنفع المؤمنين ٠

((منقبة عظيمة في الاختيار))

ورد في الخبر لما أراد نوح بن مريم وهو قاضي مروان بن الحكم أن يزوج ابنته استشار جار له وكان جاره مجوسيا٠

فقال المجوسي :سبحان الله الناس يستفتونك؛ وانت تستفتيني؟

قال القاضي:لابد من أن تشير علي٠

قال المجوسي: أن رئيس كسرى كان يختار المال ؛ ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال؛ورئيس العرب كان يختار الحسب ؛ ورئيسكم محمد كان يختار الدين وانظر انت لنفسك بمن تقتدى؛((هذه النصيحة لو خطت بماء الذهب لكان قليلة في حقها))

            ++ الزواج المبارك+++

زواج نبينا وشفيعنا سيد الخلق محمد صل الله عليه وآله وصحبه وسلم من خديجة أم المؤمنين عليهما افضل الصلاة والسلام ٠

* عن الامام الحسين عليه السلام من الموروث النبوي قال : لما أراد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم أن يتزوج خديجة بنت خويلد رضي الله عنها اقبل ابو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة ؛فابتدا ابو طالب بالكلام ؛فقال :الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع ابراهيم وذرية اسماعيل ؛وانزلنا حرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس؛وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ؛ثم أن ابن أخي هذا ويعني رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم ممن لايوزن برجل من قريش إلا رجح به ولايقاس به رجل إلا عظم عنه ؛ولاعدل له في الخلق؛وانه وان كان مقلا في المال ؛فان المال رفد جار؛وظل زائل؛وله في خديجة رغبة ولقد جئىناك لنخطبها اليك برضاها وأمرها ؛ والمهر مني في مالي الذي سالتموه عاجله واجله ؛وله ورب هذا البيت حظ عظيم ودين شايع وراي كامل؛ ثم سكت ابو طالب فتكلم عمها وتلجلج وقصر عن جواب ابي طالب وادركه القطع والبهر وكان رجلا من القسيسين؛ فقالت خديجة مبتداة: يا عماه انك وان كنت اولى لي بنفسي مني في الشهود ؛ فلست اولى بي من نفسي ؛ قد زوجتك نفسي يامحمد والمهر علي في مالي؛ فمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وادخل على اهلك؛ فقال أبو طالب؛ شاهدوا عليها بقولها محمدا صل الله عليه وآله وسلم وضمانها المهر في مالها فقال بعض قريش:ياعجباه المهر على النساء للرجال ؟

* فغضب ابو طالب غضبا شديدا وقام على قدميه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه فقال :فإذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال باغلى الأثمان ؛واعظم المهر ؛ وإذا كانوا امثالكم لم يزوجوا إلا بالمهر الغالي ؛ ونحر ابو طالب ناقة ودخل رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم بأهله ٠وتم والزواج المبارك٠

* (( وصايا 10 لكل زوجة مع زوجها))

(( قصة ومنقية عظيمة في هذا البحث))

لما خطب عمرو بن حجر الكندي إلى عوف بن مالك الشيباني ابنته ام أياس واجابه إلى ذلك؛اقبلت عليها امها ليلة دخوله بها توصيها عشر وصايا فكان مما اوصتها به قالت :اي بنية انك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعيشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه ؛وقرين لم تالفيه؛ فكوني له أمة ليكون لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا:

فأما ((الوصية الاولى والثانية))

فالرضا بالقناعة؛وحسن السمع والطاعة له٠

 وأما ((الوصية الثالثة والرابعة))

فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه ؛ فلا تقع عينه منك على قبيح؛ ولايشم أنفه منك الا أطيب الريح٠

وأما ,((الوصية الخامسة والسادسة))

فالتفقد لوقت طعامه ومنامه ؛ فإن شدة الجوع ملهبة؛وتنغيص النوم مغضبة٠

وأما ((الوصية السابعة والثامنة))

فالاحراز لماله ؛ والارعاء على حشمة عياله٠

وأما ((الوصية التاسعة والعاشرة))

فلا تعصي له امرا ولاتفشي له سرا؛ فإن خالفتي أمره اوغرت صدره ؛ وان افشيت سره لم تامني غدره٠

واياك والفرج بين يديه اذا كان مغتما,؛ والكأبة لديه إذا كان فرحا٠

فقبلت الوصية من امها؛ وانجبت وولدت له الحرث بن عمرو جد أمرؤ القيس الملك٠

إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال