"حين يمرض القمر وتبكي السماء"
عندما يمرض القمر
كيف لي أن أراكِ عليلةً وأقف عاجزًا كغصنٍ جفَّت فيه الحياة؟
كيف لي أن أنظر لعينيكِ، وهما سمائي وملاذي، وقد أثقلهما التعب؟
أقسمتُ أن أكون لكِ وطنًا، فكيف تتيهين عني في صحراء الألم؟
أحبكِ بحجم اتساع هذا الكون، بحجم الشوق الذي يحترق في صدري،
ولكني حزين، حزين حدّ أنني أشعر وكأنني أنطفئ كلما رأيتكِ تتوجعين.
لو كان بوسعي أن أسحب وجعكِ من عروقكِ، أن أحمله عنكِ وأمضي، لفعلت.
ولكني، يا سيدتي، رجلٌ يقف أمام عظمة الحياة التي تسكنكِ، مكتوف اليدين!
أنتِ امرأةٌ بحجم الدنيا، بحجم الحلم، بحجم المعجزة التي لا تتكرر.
كيف يليق بالمرض أن يزوركِ وأنتِ التي في ضحكتها دواءُ العالم؟
كيف يجرؤ الحزن أن يقترب منكِ وأنتِ قصيدةٌ تكتب الفرح في قلب الحياة؟
لو كان لي أن أفتديكِ، لما ترددت،
لو كان لي أن أسرق الدواء من مجرات الله وأحمله إليكِ، لفعلت،
لكن ما بيدي سوى أن أضمّكِ،
أن أغمض عينيّ وأتمتم: "سيكون بخير.. أنتِ أقوى من كل وجع، أقوى من كل حزن، وأنتِ لي، وللدنيا، وللشعر الذي يولد من عينيكِ."
بقلبي اكتبها وبألمي ارسمها محمد الوداني