كلما كبرنا في العمر ينطفئ بريق الأشياء التي لطالما سرقت لب عقولنا يوما ما ... فتتسع مداركنا ويصبح العقل لا يقبل بأي شيء مهما كان مغري ... وحينها نصبح نميز بين اللا والنعم ... فيرتب العقل المواقف بحياد أكثر من التعامل بالعواطف ... ثم تتسع رقعة أحلامنا ونتكبد عناء الدفاع عنها كي لا تموت فينا ... وندرك أن التجاهل لبعض الأمور حكمة ... وننزوي بعيدا عن كل ما يؤذي بعدما إستوعبنا بأن في العزلة راحة للنفس ... وأنه كلما كبرنا قلت دائرة معارفنا ... ويبقى المعنى الحقيقي للحياة أن يحيى الإنسان لهدفه الذي رسمه منذ نعومة أظفاره فقط ... ويحاول أن لا يتجاهل الطفل الذي بداخله في كل مراحل عمره ... حتى لا يفقد أسباب سعادته مهما كانت بسيطة في نظره وتافهة في نظر الآخرين ... وفي النهاية نتيقن أن هذا العمر ما هو إلا عبورا للحياة الأخرى ......
ربيعة وصيفي