فلسطين وموت النخوة بقلم الشاعرة سلوى مناعي

 فلسطين.. وموتُ النخوة!"

فلسطينُ يا مهدَ النبوءاتِ التي خَفَتَتْ

ويا جِراحًا على الأقصى تُناديِني

بَكَتكِ أرضُكِ، والنهرُ المقدّسُ لم يَعُدْ

يُصغي لشكواكِ أو يَحنو على الأنينِ

أينَ الرجالُ الذينَ السيفُ عدّتُهم؟

يَشقُّ صوتُهُمُ الجُدرانَ والحَصنِ

أينَ الذينَ إذا هانتْ كَرامَتُهم؟

ثاروا كريحٍ تَجُبُّ الظلمَ باليَقينِ

قد نامَ فرسانُ بدرٍ لا يُحرِّكُهُم

إلا خُطوبٌ على الأوهامِ تَشتعلُ

والأمسُ كانَ لنا فَخرًا وعِزَّةً

واليومَ نَبكي عليهِ دونَما أملِ

يا قومُ، يا مَن غَفا في عَينِهِ الحَلُمُ

النَّصرُ لا يأتِي بالعُذرِ والخُطَبِ

هَذي فلسطينُ قد خطَّ الدَّمُ اسمَها

فهل يَرى الصَّمتُ؟ هل تُجدي به الكَلِمُ؟

لا خيرَ في أُمَّةٍ ألقتْ سيوفَها

وابتاعَتِ الذُّلَّ مِن غَربٍ ومِن عَجَمِ

لا خَيرَ في صَمتِكُم، لا خَيرَ في وَهَنٍ

لا خَيرَ في مُصالَحَاتٍ بلا عَلَمِ

لكنَّها الأرضُ، لا تَفنى كَرامَتُها

والظُّلمُ يُمحى.. وإن طالت به الظُّلَمُ

سيَرجِعُ الفَجرُ، والأحرارُ يَثأرُهُم

يَجتاحُ مَن خانَها، يَجتاحُ مَن ظَلَمُوا

هيهاتَ تُؤسَرُ أرضٌ كانَ فاتحُها

عُمرٌ، وكانَ بها صِدِّيقُها العَلمُ

هيهاتَ تُنسى ديارٌ كانَ مِحرابُها

للهِ، لا للذي بالعارِ مُنخَنِقُ

فلسطينُ باقِيَة، وإن خَذَلكِ الصَّمتُ

فإنَّ ربَّ السَّماءِ دائمُ الكَرَمِ

سلوى مناعي

🇹🇳🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال