حجارة المارن. بقلم الشاعر القدير رؤوف بن سالمة/تونس

 •••حجارة المارن•••


هذه المتلوي ..

ولدت من روائح العرق،

وصلابة حجارة المارن ،

وحزن ليالي الشتاء ،

وبعض الكبرياء ..

ندوب الظُلْم 

لشعاع الشمس والسّناء ،

ومن جشع انتصب ،

من وراء بحور القهر..

يلهث مغامرا دون إعياء،

ضاربا في الأرض ،

وكل ما حوى الثرى ،

ليقف عند خبئها ،

 بجبالها الشمّ السمراء ..

بين أحضانها كجناحي طائر ،

مشرعين للوافدين في عناء،

لتحشرهم في ثراها كَرها للهباء ،

أو كأعواد ثقاب في علبة ،

أنيقة بجيب أحد الأثرياء ..

وترمى الأعواد سراعا ،

كلّما أشعل السّيجار ،

ونفث الدّخان في الهواء ،

مدينة جحدوا لها،

أفضالها وعزّها وكرمها..

فسلبوا سلطانها،

ونهبوا أثقالها،

ودمروا أركانها ..

من مبلغ الدهر ،

أنّهم قطّعوا أوصالها ،

وما ساءهم حالها ..

سنحفظ عهدها ،

اذا قامت بين وديانها،

حجارة صلدة ،

بيد ثوارها ..


بقلمي/رؤوف بن سالمة/ الحمامات ..تونس.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال