بوح الظل المشتاق
سقى الحبرُ بساتينَ الأوراقِ
فأزهرتِ المعاني في السُّياقِ
وكلُّ حقلٍ تفوحُ زهورُهُ
بألوانِ الشذا، والعطرُ باقِ
بُستانُ قلبي قد تنفّسَ دفءَهُ
من ظلّ حرفٍ عاشقٍ رَوّاقِ
هامَ القلمْ في نُسغِ روحي مترفًا
ينسابُ في شوقٍ وفي إشراقِ
حنّتْ فواصلُهُ، ونادتْ صمتَها
واستيقظتْ في الحرفِ ألفُ مذاقِ
ضياءُ حلمٍ زارني ثم اختفى
وصداهُ في زقزقةِ الأحداقِ
تنسابُ أغنيتي كنبضِ دفاترٍ
عزفتْ حروفي لحنَها الرّقراقِ
أرنو لظلِّ البوحِ في أرواحِنا
وأُرَتِّلُ الأشواقَ في الأوراقِ
صوتي يُذوّبُ صمتَ هذا العالمِ
ويُعيدُ نبضَ الوقتِ بعدَ فراقِ
ما زلتُ أزرعُ في الحروفِ ملامحي
وأمدُّ فيها ظلَّي المُشتاقِ
أُغري الغيابَ بومضةٍ من خاطرٍ
وأُريقُ عمري في مدى الإشراقِ
فإذا الليالي أومأتْ من سُهدِها
رأيتُ حرفي ساجدًا في ساقي
يمشي على نبضي ويسكنُ مهجتي
ويعودُ، كلُّ رجوعِه احتراقِ
بقلم الشاعر رضا بوقفة. شاعر الظل
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
الشعر اللغز الفلسفي