...أسير الحب...
حبي لك مملكة انهارت أمام عرشك بلقيس تحطمت تحت سنابك خيل سليمان ووطأة حرب وغزو أشواق لا تقاوم وملكة خلعت عن سلطانها وجيء بها قبل ارتداد الطرف وسلب ملكها منها وجردت من حروفها وأشعارها حتى قلبها لم يعد ملكا لها بل ملكي أنا
حبيبتي
قدت جيوشا من الحب والأشواق وأسقطت قلاع العشق التي كنت حاكمة عليها وهزمت جيوش قلبك التي لا تهزم ياسلطانة القلوب ومليكتها التي محرم على العاشقين الأقتراب من محراب عرشها والمساس به
لكن أنت وحدك من جردني من فؤادي وأسقطني عن عرش الحب وانتزعني من وحدتي وذاتي
أنت من أضرم فتيل النار في مشكاة قلبي وأذاب الجليد فيه بنظرة من عينيك
سيطرت على قلبي ببرودة قلبك فجعلتني أسير نارك ولهيبها فصوتك جري في دمي في أذني كالشهد من الشفاه التي تفيض عشقا وهياما
كنت متيقن أني لن أنجو من حب أصابني منه سهم ومع ذلك أعلنت الحرب عليك ورفعت العشق راية وسلاحا
جهزت أشواقي وأرسلتها إليك بكبرياء وتسلحت بضعف قلبي تحت راية حبك كتبت عليها أهواك ولن أسقط
لكنني في حبك وقعت وكنت أنت الأرض التي ألقيت جسدا عليها والسماء التي أظلت روحي وحمتها فتعلقت بها والسجن الذي رضيت به طوعا واختيارا والقيد الذي اختاره فؤادي
حاولت الفرار منها مرارا لكني فشلت كان حبها أقوى من أرادتي فوجدت نفسي أغرق بها أكثر
قاومت وقاومت لكن أمواج عينيها ابتلعتني وكلما حاولت أن أنجو بروحي منها أجد روحي تزداد بها تعلقا وتجتاحني رغبة جديدة في أحتضانها وضمها إلى صدري
ولما قررت نفيها من قلبي وجدت نفسي أبني لها قصرا ممردا من قوارير نعم بنيت لها قصرا مشيدا وأسكنتها فيه وجلست على بابه أنتظر قدومها ولما أدخلتهاالقصر قلت أهذا عرشك قالت كأنه هو
نعم أحببتها فما عاد في الكون وجه غير وجهها يثير رغبتي في الحياة
أحببتها فلا أحد بعدها يستطيع أن يتسلل إلى روحي ويغزيها
أحببتها حتى صرت أنا هي وهي أنا وصار الشوق لها دما يسري بوريدي والحنين إليها نسيم أنفاسي
كل لغات الحب وقفت أما جمالها مشدوهة متلعثمة في حضرتها وكل الكلمات أصبحت ضئيلة أمام طوفان عشقي لها
أيها الحب الذي سعيت إليه وتمنيت الهلاك دونه هرولت إليك أيها الحب الذي لم أستطع مقاومته
فكن قدري رغم ضعفي وكن كل ما أتمناه وكل ما أخشاه وأريده
فأنا لا أريد إلا أن أحبها
حتى الذوبان فيها
وحتى يبلغ الحب ذروته ويتلاشى فيها لما أغلقت كل الأبواب وماأبقيت لي منفذا
لماأبقيت الباب مواربا لما لم تحكم أغلاقه..
بقلم... فتى الوادي محمد عبد الرحمن