تأنَّى أيّها القطار
تأنَّى أيّها القطار…
توقّف، أرجوك، فقد مللتُ الانتظار
تمهَّل، لا تُسرِع وتغِب عن الأنظار
هاربةٌ أنا من زماني وأقداري
هاربةٌ من أحاسيسَ ستقودني للانهيار
قرّرتُ الرحيل، وترك الديار
ظلمني الكبار… وجرحني الصغار
أزعجني نصيبي وسوءُ الاختيار
آلمني حظّي… وكل ظرفٍ غدّار
عشتُ وقتًا عصيبًا… وقاسيًا قهّار
ما عدتُ أحتملُ الخوضَ في أيّ مغمار
أرجوك أبطئ قليلًا كي ألحقَ بك
أرجوك تريّث… كي أمتطيك وأنسى ما ورائي
فقد تعبتُ من الجري… أنصفني، وانتظرني
أيّها القطار… لو تعلمُ ما أعيشُه من مرار
لتوقّفتَ في الحال، واستقبلتني بثقةٍ وانبهار
لو تدركُ، أيها القطار، ما تحمّلته من أخطار
وما في جعبتي من أحاديثَ وأسرار
كرهتُ كلّ ما يحدث معي من مشاكلَ… ليلًا ونهار
لو تعلم كم أنا متعبةٌ، مرهقةٌ، بلا قرار
لفتحتَ لي أبوابك على مِصراعيها
لأتمكن من ركوبك… ويكون لك في ذلك أجرٌ وثواب
فقط… حاول أن تتوقف
وأن تُريحني من العذاب
احملني معك… لا تتركني وحيدةً في هذا الغاب
انتظرتك كثيرًا… وكنتُ واثقةً أنّك لن تخذلني
خذني معك كي أرتاح
ولا يُخيّب فيك ظنّي
أيّها القطار… سأصعد إليك وأنسى همّي
سأحتمي بعرباتك، وأنام ملء جفني
أيّها القطار… لا تتعجّب من أمري
فقد اتّخذتُ القرار
وجدتُ أنّ سعادتي… وحريّتي
في الهروب… والفرار
لأنّي لو بقيتُ، سأجنّ
ويَلحقني الوجع… والدمار
ذكريات من تونس 🇹🇳
ابنة الزمن الجميل ❤️