🌸 حديقة السماء 🌸
شعر : أ. محمد الصغير الجلالي - تونس
فلسطينُ،
يا طفلةً من نورٍ ودمٍ،
تزهر في كل قلب،
وتغني فيها الطيورُ.
يا شمسَ أجدادٍ لا تغيبُ،
يا جرحنا المفتوح،
ويا وعدنا القريبُ،
على ترابك تتكئ القصائدُ،
وتنبت في حجارتك المآذنُ،
وتكبر في عيونك كل الأناشيدِ.
فلسطينُ،
يا غيمةً تمطر في القلوبِ،
يا زيتونا يقتلعه الغزاةِ،
يا نجمةً لا تنطفئ في عتمة الطريقِ،
يا دمعةً تصحو على وجنتي البرِيءِ.
منكِ تعلمنا الصمودَ،
كأنك أمٌّ،
تزرع في كف طفلٍ حبةَ قمحٍ،
وتقول:
غدًا يأتي موسم الحصادِ.
فلسطينُ،
يا مفتاحَ بيتٍ مهدمٍ،
يرسمه الأطفال في دفاتر الغيابِ،
يا لحنَ قدسٍ يستفيق مع الفجر،
ويصلي في مآذن يافا حتى آخر العمرِ.
فلسطينُ،
يا نهرَ نارٍ في العروقِ،
يا جرسَ كنيسةٍ يقرع مع الأذانِ،
يا وعد أنبياء،
يا سيرةً لا تمحى من الوجدانِ.
نحملك في راحاتنا،
كما تحمل الأمهات أطفالهن،
ونرسمك في عيوننا،
كما ترسم السماء قوسها بعد المطرِ.
فلسطينُ،
يا آخر الأغاني،
وأول الدموع،
يا كتابنا المفتوح إلى الأبدِ.
لن يُطفئوْكِ،
ولو أحرقوا غاباتك،
لن يسرقوكِ،
ولو باعوا دموعكِ في المزادِ.
أنتِ البقاءُ،
أنتِ النداءُ،
أنتِ التي لا تنتهي.
26 - 9 - 2025