مواعيد بنكهة الغبار
. ...
بعدما تركت وجهي
مكشوفاً لبهحة الشمس الأخيرة
بعدما مزقت أوراق الرحلة
وتركت محفظتي المتعبة
ترتب سجلات الحنين
كان علي أن أثبت قليلا لأسترجع أنفاس الفصول
وأن أحاكي رقصة خريف
بين ضلوعي المتلهفة
كان علي أن أتفحص عرق العائدين والذاهبين
أدعو شمس الصباح
لمأدبة الشم ، فالشجر الذي كان سابحا في بحر الحنين ،
عانقته بوصلات أزمنتي
لكي يرتاح قليلا على مرفإ ظل مكثف
ترشفه وجوه عميقة الصدى
وجوه تناسلت من دهشة الصبا
مثل عصافير تعطل سربها بين هزيج ماء تشكل بلسما شافيا للزمن الواقف
حينها سألنا تراب زفر به شيخ هرم هزيل
يشهق ببياض لحيتة في عيوننا المرتبكة
يتبرك بأنسابنا بلهفة طائر منكسر
كانت سكتاته تقول
انتم وهذه الشمس سيان
تلهبون ترابا مهزوزا بعيونكم
ثم ترتحلون
على وثبة رجل واحد
كأنكم تتركون نصف ريحكم هنا
شارات لقيا ممزقة العواصف
وشتات أنفاس
يتقاذفها موج الإغتراب
كأنكم اطفال أمس وقد هرمت فيكم
أنظروا وقاري يشده حائط الحزن
يلونه شيب وبياض
محمد محجوبي / الجزائر