تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس 

قصيدة "فاتنة المحيا" للشاعر فيصل النائب الهاشمي تمثل غنائية رقيقة تنبض بالحب والوجد الصادق، وقد جاءت أبياتها لتجسد صورة الحبيبة الملهمة التي تفيض بالجمال والأنوثة فتغدو إشراقة للروح وسرّاً للحياة. الشاعر يرسم ملامح العشق في صورة فاتنة تجعل العمر مشرقاً، وتغمر القلب بلحن شجي يملأه حنيناً ودفئاً. يتدفق الود في النص كنبع صافٍ، يمتزج بالدم ليصبح عشقاً نقياً خالياً من الشوائب، وتنعكس ملامح المحبوبة في عطْر سرمدي وسحر يسكن العينين ويشعل في داخله شوقاً لا يهدأ. جمال النص يكمن في الصور الشعرية المضيئة التي تقرن الحبيبة بالصبح إذا حضرت، وبالشمس التي تغيب مع غيابها، فتعم العتمة قلبه ويشتعل الحنين في أعماقه. في قصيدته نلمس حضور البوح الشفيف الذي يجمع بين صدق الانفعال ورهافة الحس، حيث تتحول الحبيبة إلى وردة يحملها على الأهداب ليطوي بها قسوة الأيام، وإلى خيال يسامر الضلوع في خفاء. كما أن نبرة الشاعر تفيض بالوفاء، إذ يحفظ العهد سراً نقياً بعيداً عن أعين المتطفلين، مما يضفي على النص مسحة من الطهر والقداسة. تتوج القصيدة بخاتمة وجودية تتساءل بمرارة عن كفاية الهوى لحياة قلبٍ يتيه في البعد، وهل يسعف الحنين إذا أوغلت المسافات في الإيلام، فيستغيث بالمحبوبة أن تأتي ليجد في حضورها المنّى كلها. لقد أبدع الشاعر فيصل النائب الهاشمي في رسم قصيدة تحمل نبرة صادقة تجمع بين رقة العاطفة وعمق التجربة، فجاءت الألفاظ عذبة، والصور متألقة، والمعاني نابضة بالوفاء، مما يجعل النص جديراً بالثناء والمدح.


مع تحيات رئيس مجلس الادارة 

لمجلة غزلان للشعر والإبداع 

الأديبة غزلان حمدي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال