شمعة انطفأت بقلم احمد جاد الله

 شمعة انطفأت ✍️ أحمد جاد الله


يا شمعةَ الروحِ، قدْ خَفَتْ بها الأنوارْ

ومزَّقَ القلبَ سَهْمٌ، منْ حبيبٍ غدَّارْ


كأنَّ الحبَّ فيهِ، لمْ يكنْ يومًا يُزارْ

فباتَ الصَّدُّ حتميًّا، والليلُ قَهّارْ


لقدْ زادتْ جراحي، والنزيفُ لا يَبْطُلُ

فبعدَ القربِ صِرْنا، والفؤادُ يَبكي ويَسْأَلُ


أينَ الوفاءُ الذي، فيهِ كنتُ أأمَلُ؟

أضحى كسرابٍ بقاعٍ، لا يُنالُ ولا يُوَصَّلُ


يا قلبُ كُفَّ عن الأنينِ والشَّكْوى

فقدْ أطفأَ الحبيبُ ما كانَ لي ضَياء


ظَنَنْتُ الحبَّ فيهِ واحةً ورِضَى

فكانَ السَّهمُ يَرْمِي، والقلبُ يَرْوَى الحب بانتماء 


وانكوى بنارِ الصَّدِّ، والهجرانُ نارٌ

تُذيبُ الروحَ، والوصلُ صارَ عارُ


أتَى بالظَّنِّ السَّيءِ، وساءَ اختيارُ

فأمسى القلبُ حطامًا، والدمعُ مدرارُ


كأنَّ شمعةَ حبٍّ قدْ هوَتْ فينا

فلا ضياءٌ يلوحُ، ولا تُرجَى أمَانينا


مضى ذاكَ الوصالُ، وساءَتْ ليالينا

فيا قلبُ اصطبرْ، وانسَ منْ يؤذينا


ألا يا أيها الغافي عنْ قلبيَ الولهانْ

لقدْ قتلتَ الشغافَ، وزدْتَ في الأحزانْ


نسيتَ عهدًا مضى، وبعْتَ كلَّ حنانْ

فباتَ العمرُ وهمًا، والزمانُ خوانْ


سأتركُ الذكرى خلفي، وإنْ باتَتْ نارْ

فلا حبٌّ يَدومُ معَ اللؤمِ والإسْرارْ


لقدْ ضاعَ الودادُ، وانتهى المشوارْ

فليعلمْ كلُّ قلبٍ أنَّ الصَّدَّ قهارْ


تمادى في جفاهُ، زادَ في الجَفَايا

ألا يخشى ربَّاهُ، منْ يُذِيقُ الأسَايَا؟


رَمَى القلبَ بسَهْمٍ، ولاذَ بالخَفايا

كأنَّ الحبَّ سَلْعَةٌ تُباعُ، وتُشْرَى


ألا يا غافلًا عمَّا يجولُ في صدري

أتدركُ كمْ سهرتُ، وكمْ أذبتُ عمري؟


نسيتَ الودَّ يومًا، ونقضتَ كلَّ أمري

فباتَ القلبُ سقيمًا، وانتهى كلُّ صبري


لمْ يراعِ قلبيَ العاني، ولمْ يُبَالِ

فأسقى الروحَ مُرًّا، ورمى في الرمالِ


تلكَ المشاعرُ التي بدأتْ بالمثالِ

فأصبحتْ اليومَ ذكرى، تُثيرُ الانتحالِ


أتَاكَ القلبُ بصدقٍ، بغيرِ زيفٍ ولا رياءْ

فجازيتَ الوفاءَ جفاءً، وزدتَ في الإيذاءْ


ألا ليتَ الليالي تعودُ، قبلَ ذاكَ المساءْ

حينَ كنتُ أرى الحبَّ نورًا، واليومَ أراهُ بلاءْ


فيا قلبًا تَألَّمْ، ويا روحًا تَقَطَّعْ

صمودًا في الشَّدائدِ، وصبرًا فلا تخضع


فكمْ منْ حبيبٍ خانَ، وكمْ قلبٍ توجَّعْ

ولكنَّ الحياةَ دروسٌ، وربٌّ لا يُضَيِّعْ


Ahmed gadallah

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال