بقلم الأستاذ محمد الصغير جلالي

 الخروج من الكهف

✒️ أ. محمد الصغير الجلالي


يا قواعدَ النحوِ والصرف،


ثُوري


على هذا الشعرِ الكسيح،


واهتزي


كفصولٍ تغتسلُ بالنور،


واقلبي موائدَ الألفاظ


لينهضَ المعنى


من تحتِ ركامِ الصمت.


ثُوري…


اكسرِي قيودَ الوزن


إن صار تابوتًا


يضيقُ به نبضُ الحرف،


واسكبي في اللغة


ماءً


يتوثّب نحو الفكرة.


الشعر—إن لم يُشعل


قنديلَ الروح—


يبقى


جسدًا بلا نفس،


وصوتًا


لا يبلغُ


ذروةَ الدهشة.


يا قواعدَ النحوِ والصرف،


انتصبي


كأعمدةِ معبدٍ منسي،


وارفعي الشاعر


إلى سماء


لا يشبه فيها اللفظُ القالب،


ولا يكون الحرف


ظلًّا


لرداءةٍ عمياء.


الشعرُ


ثورةٌ لا تهدأ،


والميزانُ


سيفٌ


يشقُّ درب الشكل الميت،


ليوقظ في القصيدة


أجراسَ الفتنةِ


والنور.


وثُوري…


فلن يفتح الشاعر


نافذةً في الوقت


ما لم يخلع


خوفَ اللغة،


ويطلقَ أحلامًا


تمشي حافيةً


على جمرِ السؤال.


ثُوري…


وامسحي عن جبين الحرف


غبارَ الصنعة،


واهتكي عن الروح


ستارَ القولِ المعلَّب،


فاللفظُ الحقيقي


لا يصدر


من معاملِ التكلّف.


ثُوري…


الشعرُ بلادٌ


لا سلطان لها،


يصنع حدودَها


منفيّ


يحمل وطنه


في رفيف المجاز.


يا قواعدَ النحوِ والصرف،


كوني رياحًا


تدفع سفينةَ اللفظ


إلى بحر


ترسو فيه


قصائد


تُشهر نورها


في وجه الظلام.


ثُوري…


فاللغة إن لم تنهض


كالنسر من الرماد


تذبل


كحديقة


تشرب ماء العادة.


ثُوري…


واسندي ظهري


لأكتب ما يشبه


صوت البرق،


ووعد الغيم


حين يفتح صدره


لنخل


ينتظر السماء.


وحين تهدأ ثورتك


على الحرف الكسول،


سأبني من شهب الضوء


قصيدة


تشبه


حقيقة النار.


تونس ، 22 - 11 - 2025

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال