تحليل نقدي.الدكتور محمد.الراعي

 تحليل نقدي بقلم الراقي الدكتور محمد الراعي لقصيدتي.... يكفي هنا

يكفي هنا....


أشيائك الحرف...

أم حرفك الأشياء...؟

أم أنت مني ناطق 

من... في 

ولا أحياء... .؟

ياشاعري...

هذا... أنا 

كم هدني الإبقاء 

على الدمى في مسرحي 

ومن دمي الإنشاء 

ياشاعري...

وتد العروبة مائل 

وألسنة النهى خرساء 

فالكل يسبح عاشقا 

في بحره حسناء 

وأنا المتيم... غزة...

يكرهني الشعراء 

أولئك الذين... دمهم 

لا دم... بل ماء 

يكفي ... هنا

قف شامخا

ولا تكن حرباء 

واغلق نوافذك انتهى 

لا شعر... لا إلقاء 

وإلى اللقاء أحبتي 

فإنني المستاء 

حان الرحيل... فقد تعبت 

بحملها الأشلاء 

وحدي...

وقد بلغ الدمار 

حشاشتي 

فمشاعري جرداء 

لا شيء... من نور الهدى 

لا...

في خافقي الأضواء 

ياشاعري...

يكفي... هنا 

مت... أنا 

وانتهى الإملاء 


الشاعر عبدالرزاق البحري 

          أزمور/ تونس

القصيدة تتسم بعمق شعوري مؤلم يلامس الحزن والألم المرتبطين بحالة الأمة. الفكرة المركزية تتنقل بين الأسئلة العميقة حول الهوية والوجود، مما يعكس صراعًا داخليًا يعيشه الشاعر بين الأمل واليأس. الشاعر هنا يُعبّر عن شعور بالضياع والإحباط نتيجة للأوضاع المتردية، حيث يطرح أسئلة وجودية عن "الحرف" و"الأشياء"، مؤكداً في النهاية على أن شعره لا يجد من يقدر عليه في ظل الواقع القاسي.

القصيدة تتسم بالشكوى والتعب الذي يعكسه العنوان نفسه، "يكفي هنا"، في إشارة إلى نهاية رحلة طويلة من التعب والإرهاق الروحي والفكري. الشاعر يضع نفسه في موقف عاجز، يكشف عن صراعه الشخصي والجماعي من خلال صوره الشعرية المؤثرة، مثل "دمهم لا دم... بل ماء" و"قد بلغ الدمار حشاشتي".

النص يختتم بموت الشاعر الذي يشير إلى فقدان الأمل والتحطم النفسي، لكنه يبقى مخلصًا لرسالته الشعرية رغم يأسه. الشاعر يعبر عن هموم الأمة وحالة الانهيار التي تعيشها، مما يجعل القصيدة حافلة بالتحولات النفسية العميقة، معبرة عن معركة داخلية مريرة بين الاستمرار في الكتابة والإحساس بعدم الجدوى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال