تحليل نقدي بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي


 اتقدم بخالص الشكر والتقدير الي

معالي الاديبه الشاعره/

غزلان البوادي حمدي 

من تونس

وإلي/

مجلة غزلان للشعر والإبداع الفني

لهذا التحليل لقصيدتي 

(صافحتني عيناها) 

************************

تحليل نقدي بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي من تونس 


القصيدة تتناول لحظة عابرة لكنها غنية بالمشاعر والتأملات، حيث يصف الشاعر لقاءً بسيطًا لكنه عميق التأثير، مع امرأة تفيض أنوثة وجمالًا وشموخًا. ينقل لنا الشاعر إحساسه المتنامي بين الانبهار والهيام، حيث تتحول نظراتها وابتسامتها إلى إشارات تُشعل في داخله عاصفة من المشاعر المتضاربة بين الأمل والتساؤل.


القصيدة تتخذ شكل رحلة وجدانية تبدأ بلحظة إعجاب وانبهار، ثم تتصاعد إلى خيال رومانسي يرسم صورة للعشق المحتمل، قبل أن تنتهي بالتساؤل والحنين دون تحقيق هذا الحب، مما يضفي عليها طابعًا تأمليًا يمزج بين الحلم والواقع.


تتميز القصيدة بغناها بالصور البلاغية، خاصة التشبيهات والاستعارات. مثلًا: "زينت حروف كلماتها ببسمة تخطت خجل وجنتاها" – تصوير جميل للابتسامة التي تتجاوز الخجل، وكأنها تكسر حاجز الصمت بينهما. "كالنسمة تخطو والوقار وميض ساطع بتقدم خطاها" – تشبيه خطواتها بالنسمة، مما يضفي عليها خفة ورقّة، مع الحفاظ على سمتها الوقور. "حسن محصن الأسوار يعلو سحاب الأماني قصرها" – وصف للجمال كقلعة حصينة لا يمكن اقتحامها، مما يعزز فكرة البعد والصعوبة في الوصول إليها.


تعتمد القصيدة على جرس موسيقي ناعم ينساب بسلاسة، وذلك بفضل استخدام الأوزان المتناغمة والتكرار المدروس لبعض العبارات، مما يعزز التأثير العاطفي للنص. كما يتكرر فعل "صافحتني" في مطلع عدة مقاطع، مما يمنح القصيدة ترابطًا دلاليًا، حيث يتطور معنى المصافحة من النظرة الأولى إلى المصافحة الوداعية، في رمزية واضحة للحب الذي لم يتحقق.


الشاعر يبدأ بإعجاب يتنامى إلى شغف ورغبة في الاقتراب، ثم يتطور إلى تساؤل عن مكانته في خيالها، لينتهي بحالة من القناعة والوداع الصامت. هذا التسلسل العاطفي يعكس عمق التجربة الإنسانية التي تمر بمراحل الأمل والحلم ثم الواقع الصامت.


"صافحتني عيناها" ليست مجرد قصيدة عن لحظة عابرة، بل هي تجسيد لحالة شعورية يعيشها الإنسان حين يجد نفسه في مواجهة الحب غير المكتمل. اللغة الراقية، والصور الشعرية المتقنة، والإيقاع الهادئ يجعلونها قصيدة تمس القلب، وتعبر عن مشاعر إنسانية بصدق وأصالة.


نقطة قوة القصيدة تكمن في قدرتها على تصوير الانفعالات الداخلية من خلال لغة بصرية شاعرية قوية، وربما لو تم التوسع في المشهد الأخير، لكانت النهاية أكثر وضوحًا وتأثيرًا.


بالمجمل، القصيدة جميلة تحمل عمقًا إنسانيًا، وتُظهر تمكن الشاعر من أدواته التعبيرية.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال