الحقائق المريرة(1) بقلم الشاعر التقدير شكيب

 ( الحقائق المريرة )


( 1 )


الحقائق المريرة تلاحقني ..


تدك مضجعي


تتسلل إلى مخدعي


بكل شراسة تدنو مني ..


و أعرف أنها نابعة من وجداني


و لهذا بكل كياني صرت أعاني


و ﻻ أحد يستطيع أن يخفف عني ..


و راح زورقي في النهر إلى الشلاﻻت


و هويت في مهب الريح و المعانات


تآكلني الوساوس و تمضغني ..


و أنا خائف من أفكاري الشاردات


ليس عندي سوى وهم و تخيلات


و ﻻ النسيان يداريني و يسعفني ..


و ﻻ مؤانسة صديق تمنحي مرضاة


بل إرتيابي يزيد في المأساة


و أعرف أنني أعيش حالة من التجني ..


على نفسي بعدما ضيعت ألفة الحياة


فلا فائدة ترجو و ﻻ نفعت صلاة


إذا الشرود بكل سيطرته داهمني ..


و جعل من عقلي مسرح حكايات


و بمراجيح المخاوف إلى النهايات


طيرني و إلى أقسى خاتمة أخذني ..


و على مفرق شيبتي تركني 


فلا نفعت أحلام التمني


و ﻻ مخططات أحكمتها بذكاء علمي فني .. .. ..


( 2 )


الحقائق المريرة توقعني .. ..


في مستنقع تشكل من قذراتي و عهني 


و نشبت أفاعيه أنيابها ضمني


و بكل قوتها إلى القاع جرتني ..


فما عدت أيقن أين الجهات


و ﻻ عدت أشعر بنقاء الذات 


بل غدت كل المعيقات و السواتر تمنعني ..


كي أعيش أبسط اليوميات


و ألتقي أناسي و بعض الشخصيات


بل رسبت إلى القعر و بات مسكني ..


كائن فاقد للمألوف و الرغبات


يتخبط بين تأنيب الضمير و ندم على السيئات


يريد أن يستعيد ماضيه ليصلح ما فني ..


لكنها أبت الحقائق المريرة إرضائي


فكثر ذنوبي غطت سمائي و فضائي


و عطلت تصحيح مساري و كل ما يمكنني ..


فتقهقرت و تضعضعت همتي 


و تخاذلت و فقدت قوتي 


و أستسلمت للهزيمة و أنها أمر كوني ..


و جهزت قبري و الشاهد المرمري 


و كتبت عليه لعمري ليتني لم أسلم أمري


ﻷعدائي ليفعلوا بي كل ما يخزي و لكن ﻻ تنفع ليتني .. .. ..


شكيب 23/05/2023


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال