ياغزلان الحسن بقلم الشاعرة د.سوسن ابراهيم

 إهداء إلى الأخت والصديقة الصدوقة،

الأديبة غزلان البوادي حمدي،

ردًّا على قصيدتها لي:


في البدء كانت الصحراء مرآةً للدهشة،

تكتب الشمس على كثبانها قصائد الوجد،

وترسم الريح ملامح أنثى بدوية

تُورق من خيالها الأغاني.

ومن بين المدى الممتد كالحلم،

وُلدت "غزلان البوادي"

لا ككائناتٍ من وبرٍ وخفر،

بل كرموز للأنوثة التي لا تُطال،

وللعذوبة التي تسكن ما بين البوح والصمت.

وسوسن إبراهيم، في هذا النص،

لا تصف، بل تنسج برق الحنين

ثوبًا من حرير الكلمات،

وتنفخ في رمال القصيدة

روحًا من إشراق امرأةٍ لا تُشبه إلا نفسها.


---


القصيدة:


يا غزلانَ الحُسنِ، يا نَغَمَ الدُّنـى

وشَجى القصيدِ، إذا تَغنّى المُغنِّيا


أتيتِ كالوردِ النديِّ نقـاوةً

تُهدينَ شمسَ الحرفِ إن جفَّ الصدى


من تونسَ الغنّاءِ طبتِ رسائلًا

فاحَت بأريجِ القلبِ زيتًا وندى


زخرتْ حروفُكِ بالمآذنِ نورُها

يَهدي الضياءَ ويستفيضُ توهُّدا


أنا الشآمُ، ومَهدُ عزٍّ وافتدا

نسجتُ البيانَ لأوّلِ الكلماتِ بدا


والبيانُ منتدى السُّموِّ، شعاعُهُ

منكِ يفيضُ جلالَةً وتأندَا


ما بيننا حبٌّ تسامى نَسْجُهُ

لا يعرفُ الأوطانَ إلا وُدَّها


قربى الأرواحِ لا تُقاسُ بأرضِنا

والشعرُ جسرُ النورِ إن عزَّ الرجا


بوركتِ يا بنتَ الحروفِ، فإنّما

نبضُ القصائدِ ما كتبتِ، وأبهَجا


وسلامُ شآمٍ في حنايا مُهجتي

يلقاكِ فوحُ القدسِ زهرًا وسَنا


بقلم الشاعرة د.سوسن ابراهيم

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال