هو هو | راية الفلاح الذهبية
يا عالمًا بي، يا ربي يا من في ظني
أشكي إليك الحال، والسر بينك مني
تعلم خفاياي، وتسمع دقّات أني
ما لي سواك بابٌ مفتوحٌ غني
هي هي، غير هي هي، رفيق قلبي ونوره
في الليالي السوداء، في المدى والصحو
يا سائلي عن رايتي، عن رايةٍ لا تُنسى
نبضها في صدر الزمن، ونورها في الندى
في يميني نورٌ كُتِبَ على بياض الأرواح
وصايا التقى، وشعار النجاة من لهيب الضياع
فإن نادينا الفلاح فلنجمع شمل القلوب يقينًا
مع أولياءِ الله الذين يحملون الراية بحكم رصين
سواء ربحت أو خسرت، في المصيبة خير لي إن صبرت
تزهر النعمة في قلبي إذا شكرت، هي هي
لا نبتغي ملكًا من سرابٍ أو عرشًا من رماد
بل فخرنا في ميزان الشمس، في عدلٍ لا يغيب عن العين
من انتظر غير الله كان كغيمةٍ ظنت المطر
فتشقق آماله قبل أن تولد شمس الوعد
كل منتظر توهم سراب الغيوم في صمت
غيمةٌ لم تمطر، تشقق فيها بذور الأماني
فلنزرع الثقة بذور الفجر في تربة الأرواح
ونبجل الحكماء كأنهم سرج الغيوب المتقد
نبني هنا ونزرع هناك، وبلا أسى نسير بدرب حالم
والله بالخير يرزقني، هي هي
رايتنا ليست حبرًا على راية نكتبها
بل عهد في القلب يمشي مع الخطى
يضيء درب المستضعفين إن عز فيهم المصطفى
هي هي، والذكر هو الثبات
نمد كف الإصلاح لا سيف الانتقام
لنغرس في كل ميدان بذرة الحلم والوئام
فما كل من صاح بالدين ناصح أو قدير
وما كل من صمت عنه خائن أو سفيه
راية الفلاح
بديع عاصم الزمان