تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي من تونس
قصيدة الشاعرة عائشة ساكري في "أمي يا نبض القلب" تفيض بمشاعر صادقة وأحاسيس نبيلة، تعكس عمق ارتباطها الروحي والوجداني بوالدتها، تلك المرأة التي تبدو في كلماتها كرمز للشموخ والعطاء والحنان اللامتناهي.
إنّ الصورة التي تنسجها عائشة عن أمها ليست مجرد امرأة عادية، بل هي امرأة شموخ وإباء، امرأة تحمل في قلبها دفء الأمان وسخاء العطاء، تحمل على كتفيها ثقل المسؤولية بصبر وجمال. وكأنها في حضورها تملأ المكان بهالة من العزة والكرامة، تمامًا كما تخاطبها الشاعرة بـ "نبض القلب" و"الشمعة التي أنارت طريقي".
ولا يسعنا إلا أن نتخيل( خالتي غزالة)، تلك المرأة الفريدة ذات الشموخ الذي يشبه صلابة الجبال وروعة الغصون التي تحتضنها نسائم الربيع، امرأة تنبعث من حضورها قوة الحنان وألق الحكمة، امرأة تُشرق كالشمس وتغيب كالقمر، لكنها تبقى دومًا في القلب نورًا لا ينطفئ. (خالتي غزالة) التي تُجسد في شموخها الحنان، وتحمل مع كل خطوة تروي قصة صمود وصبر، كأنها زهرة بين الأشواك، قوية لكنها رقيقة، حانية لكنها لا تُكسر.
الشاعرة عائشة ساكري تكتب بأمانة القلب، وفي نصها هذا تكشف لنا عمق علاقتها مع هذه المرأة العظيمة، التي كانت، وما زالت، ملاذها وسندها. فكل كلمة هنا ليست مجرد وصف، بل هي امتداد لروح تجمع بين الحنان والشموخ، بين الحب والكرامة، بين الدفء والثبات.
كل التحايا والاحترام للشاعرة عائشة ساكري على هذا النص الذي يمزج بين صدق المشاعر وعظمة الصورة، ولخالتك الغالية غزالة التي تبدو وكأنها امرأة الأساطير، تحكي بحضورها قصة امرأة عربية أصيلة، تستحق كل المدح والتقدير.
مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي
**أمي يا نبض القلب**
بقلم الشاعرة عائشة ساكري_تونس
الأم شمعة تنير الأكوان
وإن غابت عن أعيننا
يسود الظلام وتعمّ الأحزان
لا غيرها، مرفأ يدفئنا في الحضن.
هي جسر الصاعدين للجنة
عيدها وديان من البركة
ونهر من رضى الرحمن
إن سالوني عنها يومًا،
أقول: ليس لي كلام
أنتِ الكلمة الصغيرة
وحروفها قليلة
كل الكلام بحقكِ قليلٌ
أنتِ يا نبضي المكنون،
أكبر المعاني حبًا وعطاءً
يملأُ قلبي بندى الحبّ والوفاءُ
يا نشيدي وسرّ وجودي
فأي قلمٍ يستطيع أن يصفكِ
يا أحلى المعاني المختصرة.
في حرفين.."أمّ"
كأن القمر يختبئ خجلاً
لوصفكِ، والشمس تستحي.
من وصف ضيائكِ
أنتِ سحابةٌ تمطرُحباً وحناناً.
أنتِ لي المكان والعنوان
فكيف لي أن أصفكِ
يا أحلى وجودي.
يا من حملتني واسقيتني
وكنتِ مرفئي ودفئي
أنا بكِ أكتفي وأحتمي
وبدونكِ أنتهي
فأنتِ الشمعة التي أنارت
طريقي في كل دروبي
أنتِ أمي، أختي، صديقتي...
وكلّ شيء جميل في حياتي.
حفظك الله أمي الحبيبة.
مع تحيات المسؤولة والداعمة لنشر النصوص النقدية التحليلية بالمجلة الشاعرة عائشة ساكري من تونس.