تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الدكتورة... الأديبة غزلان حمدي من تونس 

في هذا النص العاطفي العذب يطل علينا الشاعر أبوهيثم الوسماني بروحٍ شفافة وقلبٍ مفعم بالصدق، إذ يمضي في رسم صورةٍ وجدانية للحب الجارف الذي يتقلب بين الفرح والقلق، بين الأمل والخوف، كاشفًا عن حقيقة العاطفة الإنسانية في صفائها واضطرابها. الكلمات هنا لا تأتي متكلّفة ولا مصطنعة، بل تنساب بصدق التجربة، وكأنها اعترافات قلبٍ يبوح بما لم يجرؤ على الإفصاح عنه علنًا.


الحب في النص يتجلى كقوة متناقضة، فهو غائب وحاضر في آن، مكتوم ومعلن، باعث على الطمأنينة حينًا، ومثير للقلق حينًا آخر. هذا التذبذب العاطفي يعبّر عن تجربة إنسانية صادقة، فالحب ليس دائمًا وضوحًا وسعادة مطلقة، بل هو مسيرة تحمل في طياتها الاضطراب والانتظار والأمل والخذلان.


اعتمد الشاعر على صور بلاغية مؤثرة، فجعل الحبيب بحرًا ومرفأً لسفينة القلب، وصار الحضور الغائب نورًا يشعل ليل الكآبة، وصبحًا يهب للحياة معنى جديدًا. هذه الصور تمنح النص عمقًا رمزيًا، حيث يتجلى الحبيب ككيان مطلق، يحمل العالم كله في حضوره، ويجعل ما عداه صفرًا في غيابه.


كما أن اللغة التي استخدمها الشاعر توازن بين العفوية والرمزية، فهي لا تفارق البساطة في التعبير، لكنها تُحمّل الكلمات بظلال من المعاني التي تترك أثرًا عاطفيًا لدى القارئ، وكأن النص كتبه القلب مباشرة دون وسيط العقل.


في النهاية، يتبدى نص أبوهيثم الوسماني مرآة لروح عاشقة، تتأرجح بين الشوق والرهبة، وتغزل من أوجاعها وعذوبتها قصيدة حب نقية، خالدة في صدقها، جميلة في صفائها. فكل الشكر له على هذا الإبداع الذي ينضح صدقًا ووجدانًا.


مع تحيات رئيس مجلس الادارة الدكتورة غزلان حمدي من تونس


---___-----____----____-----____-----____---

             على نافذة الايام 

           ________________

فعلا فأني احبك حبا جارفا 

حبا يملأ العالم فرحا

الا انه مضطربٌ

 مرة خوفا 

ومرة قلقا

لا يرغب في الإفصاح 

جهرا وعلنا

حبا مكتوما معلقا

حبا غائبا حاضرا


حبا بالأرق والقلق 

مزج بين الضلوع 

واتخذ منها سكنا

انت البحر وانت المرفأ

لسفينة قلبي  

على شطك ارم حملي

وقلبي على شطك هدئا

انت العمر والحياة

ولساني لا يقدر النكران


هو حبٌ صادق 

خالصٌ منذ زمنا

أخفيه اداريه اواريه

هو ليس حقي ابدا


انت النور لليل بات مكتئبا

ونهاري الذي انت شعلته

والشمس تناديني هيا أقبلي

هو في انتظارك مددا

أقبلت وهرعت بحب 

فما وجدت

 الا كفين مفتوحين

متسعة رحِبة بكل العشق

فما توانيت ووجدت نفسي 

بينهما حبا ورغبا


نسيت العالم كله 

وما رآيته الا ربيعا زا هرا

انت العالم كله والعالم بعدك صفراً


بقلم الشاعر/ أبوهيثم الوسماني 

2025/1/1م 

----____----____----____-----____----___--

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال