طقس العطر
عطرك لا يُشمُّ
بل يُرتّل في شفيف الغيم،
طقسُ دهشةٍ
فاض منه أولُ عشق
في كوكبٍ ما كان يعرف الشذى
كأنَّ أنفاسي
تدخلُ طقسًا مقدّسًا
لا يُفسَّرُ بالعبير
بل يُرتَّلُ كالحلولْ
عطركَ… صلاةٌ تُهمسُ في معابد الغيم،
يتوضّأ الضوءُ بها،
ويؤذّن الحلمُ على منائرِ الحنين.
تأتي،
فتفتحُ الزهرةُ قلبَها،
وتنحني الأرضُ كي تصغي إليك.
هو ليس عطركِ،
إنّه السرُّ المعلَّقُ في الغيوم
هو ذِكرُ أنثى
حين تعبُرُ دون أن تمشي
فيُصابُ الكونُ بالجنون
عطركِ
ليس عطرًا
إنّه ارتباكُ المكانِ حين تمرّين
وتشظّي الوقتِ في ساعةٍ
تنسى التوقيتْ
هو رعشةُ ذاكرةٍ
تفوحُ بلا مناسبة
تَلمُسُ كفك
ثم تختفي
كأنها لا تُريد البقاء
ولا تنوي الرحيلْ
هو مِسبحةُ وهمٍ
تُساقطُ خرزَها
كلما نطقتُ باسمكِ
في زحمة الصمتْ
عطركِ
ليس للعاشقين
بل للأنبياء حين تهاوتْ عليهم
رؤى لا تُحتملْ
عطرك
ماءٌ سلسبيل
ونارٌ تُباركُ الجرح القديم
عطركِ
وَهمٌ يتيهُ بهِ العارفون
ينقضُ الوضوءَ من اليقينْ،
ويجعلُ الكفَّ إذا لامَسَتِ الهواءَ
ترتجفْ
كأنها مسَّتْ ظلَّ ملاكْ
حين تمرّين
يُصابُ الضوءُ بالهشاشة
وتنكمشُ الأشجارُ على أحزانها
خوفًا من انكشاف الحنينْ
رائحتكِ
ليست ما يُشَمُّ
بل نداءٌ خفيٌّ
يلتفُّ حولَ الروحِ
كما يلتفُّ السحابُ حولَ جبلٍ نائمٍ
يتهيّبُ المطرْ
عطرك
خطأٌ جميلٌ في قوانينِ الفيزياء
أجملُ ما فيهِ
أنّه لا يُثبت
ولا يُنكر
ولا يُتكرَّر
أ. محمد الصغير الجلالي 2025/07/15