تائه بلا وجه ...
استيقظت هذا الصباح على نفسي
فلم أجدها ..
بحثت عنها في الجيب الخلفيّ للعقل
فوجدت إيصال شراء وهم قديم
أعيش في رأسي ..
حيّا أحيانا ومجرّد احتمال أحيانا أخرى
أبحث عن نفسي في زحام أفكاري
فأجد ازدحاما بلا حضور..
كلّ ما فيّ مؤقّت
ضحكتي مؤجلة
وحزني منتهي الصلاحية
حتى اسمي لا يثق بي حين أناديه ..
أتّجه شمالا لأنّ اليمين مزدحم باليقين
وأعود جنوبا لأنّ الشكّ أكثر تهذيبا
ثم أضيع في المنتصف
حيث اللاشيء يوزّع كتيّبا بعنوان
كيف تتوه بفعالية .. ؟
أؤمن بيوم ثم أكفر به مساء
أعانق حلما ثم أعتذر منه بأدب
وأقول للمرآة ..
سامحيني ظننتك أنا فخرجت أنت ..
كلّ فكرة تمرّ بعقلي تصاب بالدوار
وكلّ قناعة تحاول الجلوس
تسحب من تحتها الكراسي
كأنّ دماغي قاعة انتظار
لرحلات لا تقلع أبدا ..
أحيانا أظنّ أنني أفهم
ثم ينهار الفهم من شدّة الظنّ
فأضحك على نفسي وأقول
يا ليتني كنت غبيا
لأرتاح من هذا الذكاء المعلّق ..
أسكن عالما يطلب منّي أن أكون شيئا
وأنا بالكاد قادر على أن أكون أنا
أسأل قلبي عن رأيه
فيحيلني إلى قس الأعصاب
وأسأل عقلي عن الطريق
فيرسل لي خريطة إلى حائط مسدود ..
كلّ ما أريده لا أعرفه
وكلّ ما أعرفه لا أريده
فصرت نموذجا مثاليّا لإنسان
ينطق بالحقيقة من فرط التيه ..
وفي النهاية ..
جلست على رصيف الوعي
ألوّح لعقلي الذي فات القطار
وأكتب بدمع ساخر على جدار نفسي
هنا عاش رجل لم يعرف أبدا ماذا يريد
لكنه فكّر في الأمر طويلا حتى تعب ..
بقلم : معز ماني . تونس .