✦ *اسمُها سُوريّا* ✦
سلامٌ على وطنٍ ما زالَ منتصِبَا
رغمَ الجراحِ التي في صدرِهِ التَهَمُوا
يا مَنْ سألتَ، فذا تاريخُها علمُ
سُوريّا العِزُّ، والإشراقُ والعَلَمُ
سُمّيتِ السُّورَ من أسوارِ عزَّتها
تحفُّها العزُّ، لا يُغتالُها السَّقَمُ
والسُّورُ من “سورِيَا” اشتقَّ نُسبتَها
شامُ الخلودِ، ومجدُ الفاتحينَ سَمَوْا
في تُربِها وُلدَ التاريخُ مُبتَسِمًا
وفي ثراها سَكَنَتْ أنفاسُ مَن عَظُمُوا
فيها تلاقى رُسُلُ اللهِ وانبعثتْ
أنوارُهمْ فاستنارتْ أرضُها القُدُمُ
وإيبلاَ الفجرُ، أوغاريتُ شاهدةٌ
كم خطَّ في نُقُشِها المعنى ومَن عَلِمُوا
وتدمرُ الحُرّةُ الحسناءُ عاصمةٌ
مِن زيَّنَها المجدُ، أو جلّتْ بها القِيَمُ
سُمّيتِ السُّورَ إذْ كانتْ مآذنُها
تُهدي البريَّةَ نورًا ليس ينهزمُ
و”يا” نداءُ المُنى، قد زادَها شرفًا
فصارتِ الأرضُ فيها السِّلمُ والحِكَمُ
سُوريّا أنتِ، وما أبهاكِ من وَطَنٍ
عزُّ العروبةِ فيكِ المجدُ والقِدَمُ
يا مَهدَ أنبياءِ، يا أنوارَ مَكرُمَةٍ
من وحيكِ انبثقتْ أرواحُ مَن خُدِمُوا
إنْ سائلٌ قالَ: مَن بالحبِّ قد نُقِشَتْ؟
قُلتُ: التي وُلدتْ مِن قلبِها الأُمَمُ
فكيف تُطفأُ في عينيكِ شمسُ هُدى؟
ومن يُطفئُ نارَ العزِّ؟ مَن ظَلَمُوا؟
🖋️ صلاح الدين محمد الحسين