بوح على عتمة الصمت بقلم الأستاذ الشاعر صلاح الدين محمد حسين


 بوحٌ على عتبة الصمت

في لحظةٍ لم يكن فيها للصوت شجاعة،


ولا للبوح مرفأ،


تكفّل الصمتُ بأن يحمل كل ما لم يُقل…


لكنّ الشوق، حين يطول انتظارُه،


يتمرّد على الصمت،


ويخرجُ منه على هيئة قصيدة.


يا من أتيتَ على الأشواقِ مُرتحِلا


هذي الملامحُ ما اعتادتْ لكَ إهمالا


الشوقُ يعرفني، والدربُ يسألني


كم ذا انتظرتُ، وكم أخفيتُ أهوالا


ما كنتُ أصمتُ إلا كي أقاومني


فالصمتُ في بعضهِ قد يُخفي أفعالا


هل كنتَ تجهلُ أني كنتُ أرقبُكُمْ


كـالطفلِ يرنو لظلّ البابِ موّالا؟


إنّي أحبُّ، ولكنّ الذي سترَني


خوفُ الحنينِ إذا ما فاضَ أقوالا


لا تسألِ القلبَ عن صدقي، ولا بصري


فالعينُ تكتمُ دمعَ البوحِ إن سالا


إني إليكَ، وإنْ غابتْ ملامِحُنا


أتيتُ من لهفةٍ تروي خيالا


فـافتحْ نوافذكَ الآنَ، انتظرْ زمنا


سأجيءُ كالغيمِ يُهدي الأرضَ همّالا


ما كلُّ هذا الهوى؟ باللهِ ما فَعَلَتْ


في القلبِ عينُك حتى ضاعَ موّالا؟!


هل كنتَ تدري بأنّ الصمتَ مذنبُنا


وأنّنا كنّا في الشوقِ أشكالا؟


هذي رسائلكَ العُليا قد استقرتَ في


نبضي، فهلّا اكتفينا الآنَ… وصالا؟


🖊️د صلاح الدين محمد الحسين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال